في صيف 2020، وبينما كانت شمس برشلونة تغيب عن مهاجمها التاريخي، بدا أن لويس سواريز على وشك فتح صفحة جديدة في تورينو، حيث كان يوفنتوس يمد يده للنجم الأورغوياني بعقد مغرٍ لموسمين. كانت الصفقة تبدو شبه منتهية: الراتب مُتفق عليه، رغبة اللاعب مؤكدة، والمدرب أندريا بيرلو بارك الفكرة، لكن ما بدا انتقالًا كلاسيكيًا بين عملاقين، تحوّل سريعًا إلى قصة من أغرب ما عرفته سوق الانتقالات.
المشكلة لم تكن في المال ولا في الإرادة. العقبة كانت أوروبية المنشأ: لوائح الكالتشيو لا تسمح بإضافة لاعب جديد من خارج الاتحاد الأوروبي إلا في نطاق ضيق، وكان يوفنتوس قد استنفد حصته. البديل؟ أن يحصل سواريز على الجنسية الإيطالية، مستفيدًا من زواجه بامرأة تحمل دمًا إيطاليًا.
وبسرعة، دخل سواريز في سباق مع الزمن، فحُدد له موعد في جامعة بيروجيا لاجتياز اختبار اللغة الإيطالية، المستوى B1. لم يكن أمامه سوى أسابيع قليلة ليتم تسجيله قبل انطلاق دوري أبطال أوروبا. في 17 سبتمبر، جلس مهاجم برشلونة في قاعة الامتحان، يلفه صمت جامد لا يشبه صخب الملاعب. أجاب، أنهى، وخرج.
لكن ما لم يُرَ في الصور، كان أعظم من أي هدف سجله في مسيرته. 😅😅
بعد أيام، بدأت الصحافة الإيطالية تتحدث عن "روائح فساد". الشرطة داهمت مكاتب الجامعة، وسُرّبت مكالمات هاتفية تفيد بأن أسئلة الامتحان سُلّمت لسواريز قبل الموعد. أحد المسؤولين في الجامعة قالها صراحة: "لا يفهم كلمة إيطالية، لكنه سينجح على أي حال". التحقيق اتّسع، وتحوّل الأمر من ملف إداري إلى قضية وطنية. كيف يمكن لمهاجم عالمي أن يدخل بلاد البيانكونيري عبر أبواب الغش الأكاديمي؟ 😅😅
يوفنتوس، الذي حاول منذ البداية التزام الصمت، وجد نفسه في موقف حرج، فانسحب من الصفقة بهدوء، مفضلاً التعاقد مع ايدين دزيكو. أما سواريز، فقد حمل حقيبته، وغادر إلى مدريد، لاختتام القصة مع أتلتيكو، وكأن شيئًا لم يكن.
لكن الحقيقة بقيت في بيروجيا. هناك، حيث حُفظت ورقة الامتحان، لا كدليل لغوي، بل كوثيقة في أرشيف فضيحة علّمت كرة القدم أن بعض الانتقالات لا تُحسم على العشب... بل في قاعات الامتحان.
تعليقات
إرسال تعليق