قصة ألكسندر إيزاك مع نيوكاستل تحمل في طياتها بعض الملامح التي تُشبه كثيرًا ملحمة كيليان مبابي مع باريس سان جيرمان. كلاهما فعل كل ما بوسعه للانتقال إلى ريال مدريد، لكن النادي المالك تمسّك به بقوة وبسطوة، رافضًا التفريط في أحد أهم نجومه. مبابي في النهاية غادر باريس بعد سنوات من الشد والجذب، لكن المفارقة أن رحيله تزامن مع موسم صفري للريال ولقب دوري أبطال تاريخي للفريق الباريسي.
هذا التشابه لا يعني بالضرورة أن المصير سيكون واحدًا، لكنه يفتح الباب أمام قراءة أعمق لمعادلة القوة بين الأندية والنجوم. فكما لم يسقط باريس برحيل مبابي، قد يكون نيوكاستل قادرًا على إثبات أن مشروعه لا يتوقف على لاعب مهما بلغت قيمته، حتى وإن كان مهاجمًا بحجم إيزاك. المهم في مثل هذه الحالات أن يكون البديل جاهزًا وأن تتماشى المنظومة مع التحول الجديد.
المثير أن نيوكاستل، على خطى باريس سابقًا، بدا وكأنه يضع مصلحة المؤسسة قبل رغبة اللاعب. فبمجرد رحيل إيزاك، تحرك سريعًا نحو خيار بديل ألماني يملك الطموح والرغبة في إثبات ذاته في الدوري الإنجليزي. مثل هذا النوع من اللاعبين قد لا يحمل نفس الشهرة، لكنه قادر على تعويض الغياب إذا وُضع في بيئة تنافسية واحتُضن بشكل صحيح.
في النهاية، لا يتعلق الأمر بخسارة نجم أو استقدام آخر، بل بقدرة نيوكاستل على التحول إلى نادٍ يفرض شخصيته على المشهد الأوروبي. وربما تُثبت الأيام أن الفريق بات أقوى وأكثر تماسكًا بعد إيزاك، كما أثبت باريس أنه قادر على الفوز بدوري الأبطال بعد سنوات من التعلق بمبابي.
تعليقات
إرسال تعليق